هندسة سيارة موستانغ بين الماضي والحاضر



منذ بداية ظهورها عام ١٩٦٤، نجحت سيارة Mustang الرياضية بطرازيها الكوبيه والكشف في تجديد نفسها بتحديثات تلغي سابقاتها، وتؤكد هذه السيارة "المفتولة العضلات" قدرتها على رفع مستوى أدائها أكثر فأكثر، مما جعلها تبيع خلال خمسة أجيال ما يزيد عن تسعة ملايين وحدة من هذه الماركة الرياضية الفريدة، وليدة جهود فريق السيارات الخاصة لشركة Ford الأمريكية المتميزة بمتانة منتجاتها. حتى أن الطلب على السيارات المستعملة أكثر أحياناً من السيارات الجديدة نظراً للشهرة التي تمتعت بها موديلاتها وغدت علامة فارقة.

ومع Mustang Cobra  التي انطلقت عام ١٩٩٣، حافظت هذه السيارة على مكانتها المرموقة، من خلال مواكبة العصر مع الحفاظ على قوة الأداء، وتلبية متطلبات عشاقها بضم كل ما هو جديد ومثير دون التنازل عن القوة وبصمات العراقة التي رافقتها خلال نصف قرن. وتأتي اليوم دقيقة في موعدها، شامخةً بأبهى حللها وبقوة حصانها الجامح، لحضور يوبيلها الذهبي بعد اكتمال ٥٠ عاماً على انطلاقتها المظفرة، وتقدم موديلها الجديد   Mustang 2015 ، بإطلالة سحرية تجمع بين القوة المزمجرة وسلاسة التكنولوجيا الرقمية كنظامFord Sync المعلوماتي الترفيهي، وسلامة وأمان القرن الواحد والعشرين كالمفتاح المبرمج MyKey. 


أبرز مقومات النجاح تجدها في الخطوط التصميمية التي غدت أكثر انسيابية وبالتالي ديناميكية من السابق بفضل نظامي التعليق الأمامي والخلفي، وفي إصدارها بثلاثة أنواع من المحركات النشطة، والتحسينات التي شملت مقصورتها الداخلية التي غدت أكثر رحابة، ومزودة بمختلف التقنيات المتطورة. فنجد محرك إيكوبوست رباعي الاسطوانات بسعة  ٢,٣ ليتر، بقوة ٣٠٥ حصان وعزم دوران ٤٠٦ نيوتن متر، ومحركين بنزين، الأول من فئة V8 بسعة ٥ ليتر و ٣٢ صمام، بقوة ٤٣٥ حصان و٥٤٠ نيوتن متر، والثاني من الألمنيوم فئة V6 وسعة ٣,٧ ليتر بقوة ٣٠٠ حصان وعزم ٣٦٦ نيوتن متر.

تتميز مقصورتها الداخلية بغنى التجهيزات والطابع المترف بمكونات عالية الجودة والفخامة. أما الشكل العام فيطغى عليه الهيكل المنخفض بارتفاع ١٣٩,٤ سنتيمتر، تبرز منه مصابيح رئيسية نافرة وخلفية بدعائم ثلاثية تضم إشارات انعطاف متعاقبة، ورفاريف عريضة. إلا أن التحسينات لم ولن تلغي الخطوط التقليدية التي تعود إلى نصف قرن، لأن قيمتها تزداد دوماً بازدياد عمرها، فيربض عبق الماضي على غطائها الأمامي الشبيه بفك سمك القرش الجاهز للمباغتة والهجوم، يتوسطه شبك التهوية على شكل شبه منحرف، والخلفية Fastback المنحدرة نحو الخلف التي تم توسيع صندوقها، ويزيح الصادم الخلفي تحتها مكاناً لمخرجي العادم المدمجين. 


بالتأكيد قيادة موستانغ تمنح السائقين شعوراً بالمتعة والمنافسة لا يضاهيه أي شعور آخر. كل ذلك من خلال سيارة رياضية فاخرة تجمع بين الفخامة والسرعة، وبين الجودة والإنسيابية الرياضية. يكفي رؤية الأفلام التي تستخدم سيارات موستانج لتخيل الأمر بكل بساطة.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.